عرس الشهيد بقلم وفاء محمود التقته صدفة…. التقت العيون .. وقرعت الأجراس …… انه هو …. هو من حرك المشاعر…. هو من طرق باب قلبها …. ليدخله دون استئذان….. شرد الذهن…. وبنيت القصور …. وكان اجمل حلم….. اعترف لها بعد اول لقاء….. كيف لا فلا وقت لديه …. فهناك دائما موعد اخر…… موعد مع الحجر …. مع القدر ….. (احبك كلمة ما بتقتلها رصاصة….. أنا رايح…. استنيني رح ارجع…(. رمى الحجر …. وتلاه حجر …. ثم حجر ….. وتأجل موعده مع القدر ليعود اليها حاملا هدية العيد … عيد مولدها …. بحث عن زهرة حمراء فلم يجدها…. بحث اكثر واكثر ……. غلف هديتها بورق شجر …… فتحتها لتسيل دمعة فرح ….كانت زهرتها حجر…… (هذا الحجر صاب راس يهودي رماه صاحبي محمد…(قال لها…. (ما تبكي …. رح يجي يوم تنمو في الازهار…. ورح اهديكي احلى زهر )….
غدا هو موعد العرس ….. انت مستعدة ؟؟ سألها …. وبنعم ….. اجابته ….. كيف لا وهي تنتظر هذا اليوم منذ أمد… حسنا … الى اللقاء غدا يا عروستي الجميلة.. وحان موعد الفرح …. ارتدت فستانها الابيض ….. تجمع الناس …… هم نفس الناس الذين حضروا جنازة محمد ….. ومؤيد… وسميح… وفارس ….. هم نفسهم تجمعوا لحضور عرسها ….(ما رح نغني) .. اعلنت والدتها… (عشان جارتنا ام سميح لسه حاده . وكمان جارتنا ام مؤيد وكمان).. اسكتتها زغاريد ام مؤيد … ودموع الفرح تملأ خديها .. (كيف ولا يا ام العروس ….. انت نسيتي اني اكتر واحده زغردت بعرس ابني مؤيد يوم ما استشهد ….. وكمان معي نسوان الحارة) ….. (اهلا يا ام سميح … مرحبا يا ام فارس) …… فرحت العروس بقدومهن ……. وجلست على الكرسي تنتظر …انتظرت ….. ثم انتظرت …. وطال الانتظار …… لتعلن زغاريد ام العريس الوصول …..… (حطي الطرحة على وجهك يما)….. خفق قلبها …. أمسكت بطرحتها ….. انها ثواني فقط وستراه ….. تخيلته لبرهة واقفا شامخا … يمد يديه اليها …. ويرفع الطرحة …. خجلت … غاصت عينيها في الارض ….. وعلت صوت الزغاريد.. زغاريد في الخارج تقترب وتقترب .. لتعلو اكثر فاكثر … وصلت ام العريس وخلفها رجال يعلنون الله اكبر ….. الله اكبر …… زغردت ام العروس لترد عليها امرأة أخرى ….فأخرى….. فأخرى ….. تجمدت الفرحة …. وتوقف النبض …… اين هو …… ولما كل هذه الزغاريد بدونه ….. امسكت يدها ام العريس وقالت … (عريسك بره) .. (وليش بره...؟؟ قوليلو يما يدخل) ….. امسكت والدتها في يدها لتساعدها على الوقوف ….. وقفت كل الامهات …… بدأت تسير بخطى بطيئة متثاقلة …. تتساءل … لماذا يغيرون العادات ….. لماذا تخرج هي …. وهي تعلم بان العريس هو من يدخل بينما هي تستقبل …..لقد حضرت اعراس كثيرة .. ولم يحصل ان خرجت العروس لملاقاة عريسها في الخارج ….. حسنا.. ربما لن يكون هناك عرس من اجل امهات الشهداء . قالت في نفسها ….خطت اخر خطوة لتصل عتبة الباب … نظرت .. وصرخت .. (يا ويلي .. شهيد ثاني ويوم عرسي .. مين هو يما …). وبكت الام .. وبكت ام محمد وبدأت الزغاريد تخفق لتختفي بين اصوات الرجال وهم ما زالو يهللون .. الله اكبر .. الله اكبر ….. نظرت الى الرجال .. تبحث بينهم لعل قلبها يرشدها اليه… بحثت كثيرا الى ان استقر نظرها على الكوفيه حيث يستلقي الشهيد … وساد الهدوء….وتجمدت النظرات … لتشق جدار الصمت صرخة … (لا يما …لا….. لا تقوليلي انو هو …. لا يما .. حرام ….. اليوم عرسو) ….وركضت لتجثو على ركبتيها متوسلة … (قوم يا عريس .. قوم .. اليوم عرسك … لا تتركني وتروح …. ام محمد فكت حدادها واجت عشانك …. وام مؤيد بتزغردلك من الصبح … قوم … قوم يا عريس … اصحابك كلهم تركوا الحجر .. واجو يرقصولك .. قوم …. اليوم ما في حداد عشان عرسنا …. الكل فرحان … والكل مستنيك) ….. حنت عليها ام العريس لتساعدها على الوقوف …. وامسكت بطرحتها لترفعها عن وجهها ….. وزغردت … (غنوا يا شباب … زغردوا يا نسوان ….. اليوم عرس ابني …. وهاذي عروستو …… ابني بستنى هاليوم من زمان …. وقاللي قبل ما يطلع …. يما بدي عرسي يكون احلى عرس …… وما بدي يوم احلى منو الا يوم ما استشهد) ….. وتعالت الاصوات الله اكبر … الله اكبر …. بالروح بالدم نفيديك يا شهيد …. اسرعت العروس الى الداخل لتخرج وبيدها الحجر ….. وضعته بيده .. ثم وقفت وخلعت طرحتها وبدأت تلوح بها ترقص وتزغرد ….. (الله معك … الله يتقبلك …..روح الله معك) ….
وصعد جثمان شهيد اخر على اكتاف الرجال ….. ولا احد منهم يدري على من سيكون الدور ….. فلتهنئوا يا شهداء فلسطين بجنة الخلد ….. ولتلبسوا يا عرائس فلسطين الاثواب البيضاء … فكل يوم هناك عريس …. هناك شهيد
ماما رودى عضو نشيط
المزاج :
موضوع: رد: عرس الشهيد الخميس مايو 15, 2008 12:24 am
.. قوم …. اليوم ما في حداد عشان عرسنا …. الكل فرحان
فلتهنئوا يا شهداء فلسطين بجنة الخلد ….. ولتلبسوا يا عرائس فلسطين الاثواب البيضاء … فكل يوم هناك عريس …. هناك شهيد