الزنبقة الحمراء عضو جديد
العمل/الترفيه : كيف تعرفت علي منتدي؟ : جوجل
| موضوع: متى يرتاح الإنسان؟؟ الأربعاء أكتوبر 21, 2009 6:57 am | |
| بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
توافق النفس مع الدين شيء عجيب ، الإنسان قد يحوز الدنيا بأكملها ، لكنه قلق ، ضائع ، مشتت ، مبعثر ، أما إذا عرف الله عز وجل اطمأنت نفسه وسكنت وارتاحت ، وأمنت ، وتفاءلت ، واستبشرت واستشرفت ، وارتفعت وكبرت .
علامة إيمانك أن تقول هذا الكلام وتردّده في أعماقك
: " أنا بعد أن عرفت الله عز وجل سعدت بقربه ، شعرت بالأمن شعرت بالطمأنينة ، شعرت بالتوازن،
كل شيء موجود في الكون قائم بالله ، " كن فيكون " " زل فيزول " ، إن رأيت الشمس طالعة فالله سمح لها بذلك ، وأن تبقى فهي طالعة ، وهي باقية بأمر الله.
إن رأيت إنساناً أمامك ، وهو واقف يحدثك ، فلأن الله سمح له أن يبقى حياً ، فالله قائم بذاته ، وكل موجود قائم به إطلاقاً .
لذلك يرتكب الإنسان خطأ فاحشاً إذا قال أنا ، أنت لا شيء ، أنت شبح ، إذا سمح الله لك أن تعيش يوماً عشته ، وإن لم يسمح لك فلن تعيش ، هذه الحقيقة مهمة جداً ، كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ من نومه يقول :
" الحمد لله الذي ردَّ إلي روحي وعافاني في بدني وأذن لي بذكره" .
لذلك المؤمن دائماً يرى هذه الحقيقة ؛ أن قيامه بالله ، وجوده بالله ، إستمرار وجوده بالله،
دقق وتأمّل فأنت تتمتّع بعينيك ، لأن الله سمح لك بذلك ، تمتعك بأذنيك ، تمتعك بلسانك ، تمتعك بفمك ، تمتعك بعقلك ، بجهاز هضمك ، بجهاز دورانك بدسامات قلبك ، بشرايين قلبك ، تمتعك بكليتيك ، تمتعك بكل خلية في جسمك ، بإذن الله وإمداده وموافقته .
قال العلماء : لا يُتصور وجود شيء ولا دوام شيء إلا به أجل لا وجود ولا دوام إلا بالله تعالى فبربكم إذا كان كل شيء موجوداً بقيوميته ، وإذا كان كل شيء مستمراً بقيوميته ، فهل علاقتك مع القائم به كل شيء أم مع الذي لا يملك من أمره شيئاً ؟ هنا يكون التوحيد .
الإنسان المثقف المؤمن ، لا يليق به أن يقرأ القرآن هكذا دون تدبّر ، يقول قائل : اقرأ آية الكرسي فهي مفيدة ، " الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، ألا ينبغي أن تعرف من هو القيوم ..
يقوم به كل شيء ، وكل شيء مفتقر في وجوده واستمراره إليه ، يحتاجه كل شيء في كل شيء، فإذا أيقنت بهذه الحقيقة ، هل تلتفت إلى القيوم أم إلى الذي يقوم وجوده بالقيوم ؟ قطعًا .. إلى القيوم ..
القيوم هو القائم بتدبير أمر خلقه ، فبالإضافة إلى أن وجودك قائم بالله ، وإلى أن استمرار وجودك قائم بالله ،
وهناك معنى ثالث ..
هو القائم برزق العباد ، وأنت نائم ، الأمطار تهطل ، الرشيم يتحرك ، المعادن تنحل والجذر ينمو ، والقلنسوة تحفر الصخر ، والماء أُذيبت به المعادن ، صعد إلى عروق الشجر ، انعقد الزهر ، نمت الأوراق ، انعقد الثمر وأصبح ثمراً يانعاً.
إذاً : القيوم فضلاً عن أنه قائم بذاته ، يقوم به كل موجود ، يعني ما كل كائن حي فقط بل كل موجود ، الشمس موجودة ، القمر الجبال البحار .. يقوم به كل موجود ويستمر به كل موجود .
والمعنى الإضافي أن الله قائم بتدبير أرزاق العباد .
فكل إنسان مدْعو إلى أن يفهم أنّ الله سبحانه وتعالى هو القيوم ، ولابدّ من فهم واسع وشامل لصفة القيوميّة فهو الذي يدبر أمر الخلق كلّهم بشرًا وحيوانًا ونباتًا بتأمين أرزاقهم ، وحاجاتهم ، وزروعهم ، ومياههم .
لكل شيء حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، القائم على كل شيء هو الله القيوم .
وقال بعض العلماء : " القيوم هو القائم على خلقه ، بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم " ،
" إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها ، فاتقوا الله عباد الله ، وأجملوا في الطلب ، واستجملوا مهنكم " ، " كلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تقرب أجلاً "
وقيل : " القيوم هو المدبر المتولي لجميع الأمور التي تجري في الكون " فإذا سمعت خبر فيضان ، خبر زلزال ، خبر إعصار ، خبر انهدام تفشّي مرض ، تفشي وباء ، حرباً أهلية قامت بين فئتين ، أليس لله علاقة بهذا الشيء ؟ ، قنبلة ألقيت على هيروشيما ، أليس لله علاقة بهذه القنبلة ؟ بلى ، وألف بلى !
والقيوم لا شيء يقع في الكون إلا بأمره ، ومشيئته ، وإرادته وحكمته وقدرته ، وعلمه وتدبيره ، يقول الله في القرآن الكريم :
قد تتجوّل بالخريف في بستان فترى ورقة زيتون سقطت ، فاعلم أيّها القارىء أنّ الله تعالى في القرآن الكريم يقول :
" وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ "
فما قولك فيما فوق الورقة ، سقوط ورقة يعلمها ، سقوط قنبلة ، طبعاً هذه أهم، يعلمها،
الإنسان متى يرتاح ؟ ..
إذا شعر أن الأمر كله بيد الله ، وأن الله قادر وعادل ورحيم وحكيم ، وأنت في ظله ، وأنت في رعايته ، منحك الأمن ، والأمن نعمة لا تُقدر بثمن
فمن معاني القيوم : القائم على كل نفس بما كسبت ، فالشاب المستقيم له معاملة خاصة، له زواج خاص ، له مستقبل خاص ، وشاب منحرف قبل الزواج ، عنده زوجة بلاء من الله ، أتته بلاء ، لأنه قبل الزواج لم يكن عفيفاً .
فالقيوم : القائم على كل نفس بما كسبت ، امرأة محبة لله عز وجل مستورة محجبة ، هذه لها زوج خاص ، لها زوج يكرمها ويحفظها ويرفع شأنها ، ويرحمها ، وإمرأة فاسقة ، متفلتة ، لها زوج يهينها ويضربها ويضيّق عليها ، هذه لها معاملة وهذه لها معاملة . شاب أمين ، يتهافت الناس على تشغيله عندهم ، وشاب غير أمين يتنافس الناس في صده عنهم ، طبعاً
قال العلماء : من أدب المؤمن مع اسم القيوم ، أن يعود قلبه ، الانقطاع عن الخلق ، مادام يعرف أن كل شيء قائم في الله ، يعني إذا دخلت إلى دائرة ، وجدت فيها ألف موظف ، لا يستطيع موظف أن يخدمك بشيء إلا ليأخذ موافقة من المعلم ، أتتحدث مع أحد ؟ عليك بالمعلم ، ليس لك إلا هذا .
يعني : إذا كان ألف موظف لا يستطيع موظف أن يتكلم كلمة لا بالإشارة ولا بالموافقة، ولا بالحركة ، إلا إذا وافق المعلم ، فهل تتحدث مع هؤلاء ؟ وتضيع وقتك معهم ؟ .. فإذا كان كل هؤلاء الناس مرجعهم بيد المدير العام ، فأنت علاقتك معه ، فلتخاطبه هو ذاته . لذلك : من أدب المؤمن مع اسم القيوم ، أن يعود الإنسان نفسه انقطاع قلبه عن الخلق ، مادام يعرف أن الله سبحانه وتعالى ، هو القائم والقيوم لذلك قال بعض العارفين : " حسبك من التوكل ألا ترى لنفسك ناصراً غيره ".
أحياناً يقول الإنسان ، دبرتها ، أنجزتها ، عملت خطة محكمة وأفلحت بها ، أقسم بالله إنّي أشعر أن هذا الإنسان مُشرك ، الله سمح لك ، الله وفقك الله جعل الآخرين يغضون نظراً عنك، الله خلق في قلبهم عطفاً عليك الله حجبهم عن معرفة هذه المخالفة أحياناً ، لا تقل: دبرت حالي ، حتى لو أن واحداً عاونك الله سمح له أن يعاونك ، ألهمه ، إما أنه خاف منك ، وإما أنه استحيى، وإما أنه عطف عليك ، لا تقل أنا دبرت أموري . قال : " حسبك من التوكل ألا ترى لنفسك ناصراً غيره ، ولا لرزقك خازناً غيره ، ولا لعملك شاهداً غيره ". من أدب المؤمن مع اسم القيوم ، أن من علم أن الله هو القيوم للأمور استراح من كد التدبير ، وتعب الاشتغال بغيره ، وعاش براحة النفس ، ولم يكن للدنيا عنده قيمة . يعني ما هو لك لك ، وما هو ليس لك ليس لك ، والله عز وجل لا ينسى ، ولا يغفل ، وأمرك بيده ، فإذا تيسر فالحمد لله ، وإذا تعسر لا حول ولا قوة إلا بالله .
عزيزي القارىء : أحد أكبر مهام الإنسان في الحياة الدنيا أن يعرف الله ، ومن أبرز ما يقتضي أن تعرف الله به أن تعرف أسماءه الحسنى ، واسم القيوم من أسماء الله الحسنى ، وإذا تعمقت في اسم القيوم ، تركت الخلق واتجهت إلى الحق ، وارتاحت نفسك من القلق ، ونجَوْتَ من الاضطراب .
والحمد لله رب العالمين
من محاضرة الدكتور محمد راتب النابلسي اسم الله : "القيوم" | |
|
فاتن
{{ مراقبة عامة }}
المزاج : العمل/الترفيه : الاوسمه : الاوسمه2 :
| موضوع: رد: متى يرتاح الإنسان؟؟ الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 12:29 pm | |
| محاضرة رائعة جزاكي الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك | |
|
عائشة بكر عضو جديد
كيف تعرفت علي منتدي؟ : جوجل
| موضوع: رد: متى يرتاح الإنسان؟؟ الخميس ديسمبر 31, 2009 11:20 pm | |
| | |
|