كلنا يريد النجاح في الحياة، ولكن البعض منا يخفق في الوصول إليه لأنه يظن أن النجاح كلمة مستحيلة صعبة المراد والحقيقة أننا ربما نكون قد أهملنا أسباب النجاحوأخلدنا إلى الأرض فزادتنا هوانا على هوان .
والنجاح هو طموحك من الحسن إلى الأحسن، فالكمال لله تعالى وحده وإذا سمعت أحدا يقول لك: "وصلت إلى غايتي في الحياة " فاعلم أنه قد بدأ بالانحدار وعلى الإنسان السعي نحو النجاحوالله تعالى لا يضيع أجر العاملين .
الوصية الاولى
عليك بتقوى الله تعالى فهي خير زاد وأفضل وصية فالله تعالى يقول " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ " ويقول تعالى أيضا " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا " سورة الطلاق .
الوصية الثانية
املأ قلبك بمحبة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ثم محبة أبويك ومن حولك فالحب يجدد الشباب ويطيل العمر ويورث الطمأنينة والكراهية تملأ القلوب تعاسة وشقاء اجعل في بيتك ما يكفيك من حب أهلك وعائلتك فالحب يضمد الجراح ويبعث في القلب حرارة الألفة والمودة .
الوصية الثالثة
اجعل حبك لنفسك يتضاءل أمام حبك لغيرك فالله تعالى يقول "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ” سورة الحشر والسعداء يوزعون الخير على الناس فتتضاعف سعادتهم والأشقياء يحتكرون الخير لأنفسهم فيختنق في صدورهم،اجعل قلبك مليئا بالحب والتسامح والحنان فالأشقياء هم الذين امتلأت قلوبهم حقدا وكراهية ونقمة .
الوصية الرابعة
لا تذرف الدموع على ما مضى فالذين يذرفون الدموع على حظهم العاثر لا تضحك لهم الدنيا والذي يضحكون على متاعب غيرهم لا ترحمهم الأيام لا تبك على اللبن المسكوب بل ابذل جهدا إضافيا حتى تعوض اللبن الذي ضاع منك .
الوصية الخامسة
اجعل نفسك أكثر تفاؤلا فالمتفائل يتطلع في الليل إلى السماء ويرى حنان القمر والمتشائم ينظر إلى السماء ولا يرى إلا قسوة الظلام كن أكثر تفاؤلا مما أنت عليه فالمتفائل يجذب إليه محبة الآخرين والمتشائم يطردها عن نفسه وكان النبي صلي الله عليه وسلم يعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى والتفاؤل حسن ظن به والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال .
الوصية السادسة
كن أكثر إنصافا للناس مما أنت عليه فالظلم يقصّر العمر ويذهب النوم من العيون ونحن نفقد الذين نحبهم لأننا نظلم ونغالط فيحاسبهم نركز حسابنا على أخطائهم وننسى فضائلهم نطالبهم بأن يكونوا خالين من كل عيب ونبرر أخطاءنا بحجة أننا بشر غير معصومين يقول الإمام بن سيرين " ظلمك لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما رأيت وتكتم خيره ” .
الوصية السابعة
إذا رماك الناس بالطوب فاجمع هذا الطوب لتسهم في تعمير بيت وإذا رموك بالزهور فوزعها على الذين علّموك الذين أخذوا بيدك وأنت تكافح عند سفح الجبل .
الوصية الثامنة
كن واثقا بالله تعالى أولا ثم بنفسك وتعرف على عيوبك وتيقن أنك لو تخلصت من عيوبك لكنت أكثر قربا من أحلامك تذكر أخطاءك لتتخلص من عيوبك وانس أخطاء إخوانك وأصدقائك كي تحافظ عليهم. واعلم أن من سعادة المرء اشتغاله بعيوب نفسه عن عيوب غيره .
الوصية التاسعة
إذا نجحت في أمر فلا تدع الغرور يتسلل إلى قلبك
عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد « رواه مسلم.
ويقول تعالى" فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى"سورة النجم وإذا وقعت على الأرض فلا تدع الجهل يوهمك أن الناس قد حفروا لك الحفرة حاول الوقوف من جديد وافتح عينيك وعقلك كي لا تقع في حفر الأيام ونكبات الليالي وإذا وقعت فتعلم كي تقف لا كيف تجزع وإذا وقفت فتذكر الواقعين على الأرض لتنحني لهم وتساعدهم على الوقوف .
الوصية العاشرة
إذا انتصرت على خصومك فلا تشمت بهم وإذا أصيبوا بمصيبة فشاركهم ولو بالدعاء فالله تعالى يقول : " وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُور" سورة الشورى
الوصية الحادية عشر
لا تجمع بين القناعة والخمول ولا بين العزة والغرور ولا بين التواضع والمذلة
روى ابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { من تواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين ومن تكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين } زاد ابن حبان { ولو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس عليها باب ولا كوة لخرج ما غيبه للناس كائنا ما كان } .
الوصية الثانية عشر
اختر لنفسك من الصالحين صديقا واحرص عليه لا تعاتبه في كل صغيرة وكبيرة غض الطرف عن زلاته فإن الكمال لله تعالى وحده ضع نصب عينيك إخلاصه لله وسلوكه المستقيم حافظ عليه فإنك إن ضيعته فقد لا تجد من يشاركك هموم الحياة ويدلك على الخير قال عبد الله بن جعفر "عليك بصحبة من إذا صحبته زانك وإن غبت عنه صانك وإن احتجت إليه عانك وإن رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها وأصلحها " .
الوصية الثالثة عشر
لا تخاصم الآخرين ، فالخصام يمزق حبل الصداقة ويخلق سدودا وهمية بين الأرواح اجعل نفسك في كل عام أوسع صدرا من عامك الذي مضى فالسعداء لا تضيق صدورهم وهم يتسامحون مع غيرهم ويحتملون عيوبهم وانس إساءة الناس وتذكر جميلهم .
الوصية الرابعة عشر
تسامح مع الذين أخطأوا في حقك والتمس لهم الأعذار تسامح وأسرف في تسامحك فالتسامح يطيل العمر ويعيد إليك الثقة بالناس واحترام الآخرين لك اغسل تجاعيد الكراهية من قلبك وذاكرتك وتعلم أن تعاقب من أساؤوا إليك بالنسيان لا بضربهم بالسكاكين .
الوصية الخامسة عشر
أعط الآخرين من قلبك وعقلك ومالك ووقتك ولا تقدم لهم فواتير الحساب وإذا ساعدت غيرك فلا تطلب من الناس أن يساعدوك وليكن عملك خالصا لوجه الله تعالى وإذا أنت أسديت جميلا إلى إنسان فحذار أن تذكره وإن أسدى إنسان إليك جميلا فحذار أن تنساه قال تعالى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى " سورة البقرة , وتذكر قول الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
الوصية السادسة عشر
اعتبر كل فشل يصادفك إحدى تجارب الحياة التي تسبق كل نجاح وانتصار فالليل مهما طال فلا بد من بزوغ الفجر قال أحدهم : النجاح سلالم لا تستطيع أن ترتقيها ويداك في جيبك !!
الوصية السابعة عشر
احمد الله تعالى على طبق الفول ولا تلعن الأيام لأنها لم تقدم لك طبق الكافيار في كل يوم كن قنوعا وإياك والحسد فالله تعالى قد اختص أناسا بنعمة أسداها إليهم فلا تتمنى زوال النعمة عن الآخرين بل اسأل الله تعالى من فضله فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم" يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما وأقلّ الضحك فإن كثر الضحك تميت القلب " .
الوصية الثامنة عشر
لا تنس في كل يوم أن تطلب من الله العفو والعافية فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اسألوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية " .رواه الترمذي.
الوصية التاسعة عشر
اسأل الله تعالى علما نافعا ورزقا واسعا فالعلم هو الخزانة التي لا يتسلل إليها اللصوص وألف دينار في يد الجاهل تصبح حفنة من التراب وحفنة من التراب في يد متعلم تتحول إلى ألف دينار قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لرجل من أصحابه: " يا عميل العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال والعلم حاكم والمال محكوم عليه والمال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق" والعلم يحطم الغرور والغرور هو قشرة الموز التي تتزحلق عليها وأنت تتسلق حبل النجاح .
الوصية العشرون
حاول أن تسعد كل من حولك لتسعد ويسعد الآخرون من حولك فأنت لا تستطيع الضحك بين الدموع ولا الاستمتاع بنور الفجر و حولك من يعيش في الظلام وسعادة الإنسان تتضاعف بعدد الذين تنجح في إسعادهم وإذا اتسع رزقك فحاول أن تسعد الناس ببعض مالك وإذا ضاق رزقك فحاول أن تسعدهم بالكلمة الطبية. أخرج الإمام مسلم رحمه الله من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).
الوصية الواحد والعشرين
حاول أن تتذكر الذين ساعدوك في أيام محنتك والذين مدوا لك أيديهم وأنت تتعثر والذين وقفوا معك عندما أدارت لك الدنيا ظهرها والذين أخرجوك من وحدتك يوم تخلى عنك بعض من حولك لا تقل إنك شكرتهم ورددت لهم الجميل اشكرهم مرة أخرى ورد لهم الجميل كلما استطعت قال عليه الصلاة والسلام : { من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل . } رواه أحمد والترمذي وحسنه .
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح
الوصية الثانية والعشرين
خذ بيد الضعيف حتى يسترد قوته وقف بجانب اليائس حتى يبصر بارقة الأمل وكن مع الفاشل حتى يدرك طريق النجاح حاول أن تضمد جروح بعض الناس وتسهم في ترميم بيوت آيلة للسقوط وتأمل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في تجسيد العلاقة القائمة بينك وبين الآخرين: "المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه".حسنه الألباني ...
الوصية الثالثة والعشرين
إذا زحف الظلام فكن أحد حملة الشموع لا أحد الذين يقذفون الفوانيس بالحجارة وإذا جاء الفجر فكن من بين الذين يستقبلون أشعة النهار لا أحد الكسالى الذين لا يدركون شروق الشمس .
الوصية الرابعة والعشرين
حاول أن تسدد بعض ديون الناس عليك فبعضهم أعطاك خلاصة تجاربه خلال أعوام من الزمان مضت وبعضهم أعطاك ثقته فلم تقف وحدك في مواجهة عواصف الحياة وبعضهم أضاء لك شمعة وسط الظلام فأبصرت الطريق في النهار وبعضهم ملأ عقلك وآخرون ملأوا قلبك وأعظم من ذلك شكر المولى تعالى المتفضل عليك بالنعم كلها و كيف بنا إذا قال لنا الله تعالى يوم القيامة كما في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يابن آدم حملتك على الخيل والإبل، وزوجتك النساء، وجعلتك تَرْبَعُ وترأس، فأين شكر ذلك»؟ [أحمد].
فهل أعددنا لذاك السؤال جوابا".
الوصية الخامسة والعشرين
إذا اقتربت من قمة الجبل فلا تدع الغرور يفقدك صوابك ولا تتوهم أن الذين يقفون عند السفح هم الأقزام قال الله تعالى"وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" سورة لقمان. ولقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال: "التواضع هو أن تخرج من منـزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا ".
الوصية السادسة والعشرين
لا تفتش عن عيوب الآخرين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم" رواه مسلم قال الخطابي: فيما معناه "لا يزال يعيب الناس ويذكر مساوئهم ويقول فسد الناس وهلكوا فإن فعل ذلك فهو أسوأ حالا منهم فيما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة منهم" وقال مالك: "إذا قال ذلك تحزنا لما يرى في الناس من أمر دينهم فلا أرى به بأسا وإذا قال ذلك عجبا في نفسه وتصاغرا للناس فهو المكروه الذي يُنهى عنه".
الوصية السابعة والعشرين
لا تجعل لليأس طريقا إلى قلبك فاليأس يغمض العيون فلا ترى الأبواب المفتوحة ولا الأيدي الممدودة قال تعالى:" قُلْ يا عبادي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” سورة الزمر .
الوصية الثامنة والعشرين
أيقن بأنك إذا أتقنت عملك وأحببته وتفانيت فيه تستطيع أن تحقق ما عجز عنه الآخرون .
الوصية التاسعة والعشرين
تذكر أن المؤمن يستطيع أن يحتمل الجوع .. يستطيع أن يحتمل الحرمان .. يستطيع أن يعيش في العراء.. ولكنه لا يستطيع أن يعيش ذليلا والله تعالى يقول : "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ " [المنافقون:8]. " .
الوصية الثلاثون
حاسب نفسك قبل أن تحاسب وأحص أعمالك قبل أن تحصى عليك قال الله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" سورة الحشر. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أهون لحسابكم وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتجهزوا ليوم تعرضون فيه لا تخفى منكم خافية " .