لماذا نعيش ؟
سؤال حّير العقول، ولا يزال الناس يسألون: لماذا نعيش ؟! كان الإنسان عدماً، فما هي الحكمة من خلقه؟! وما وظيفة الإنسان في هذه الحياة. إن تكوينالإنسان الدقيق (قلب ينبض، دماء تجري، عروق دقيقة، بصمات مختلفة، مخ، عقل، تفكيرمتفاوت ..) يدل على وجود صانع عظيم لهذا الإنسان، والخالق العظيم لا يخلق شيئاًإلا لأمر عظيم..
لماذا نعيش ؟……الإنسان موجود، لماذا؟
اسمح لي أن أطلب منك أن تتأمل في هذهالعبارة وتتفكر بها جيداً.
خَلقٌ دقيق ومتقَن ... خالقعظيم .... هدف كبير..
خَلقٌ دقيق ومتقَن ... خالقعظيم .... هدف كبير..
خَلقٌ دقيق ومتقَن ... خالقعظيم .... هدف كبير..
هل قرأتها ؟ وفهمتها جيداً؟ إذا لم تفعل أرجو أن ترجع وتفعل..
إذن هناك هدف كبير خلق الإنسان لأجله، فماهو؟
دعني ـ عزيزي القارئ ـ أطرح عليك هذا السؤال؟
ألايستحق ذلك الخالق العظيم أن نعبده؟
خلقنا وخلق الكون كله بما فيه وسخره لنا لقد أعطانا السمعوالبصر والذوق والشم، لقد خلق أناساً ليس عندهم حاسة البصر، ليثبت لنا أنه قادر علىكل شئ، بل قادر على اختطاف أي (نعمة) أعطانا إياها. وليبين لنا الفرق بين من يبصرومن لا يبصر. فهو يستحق العبادة..
بالتأكيد يستحق العبادة.
بل يستحق إفراده بالعبادة، لماذا؟! لأن قدرته لايضاهيهفيها أحد، فلو كان له شريك في الخلق أو الملك لاختلف نظام الكون كما بينا ذلك فيموضوع هل للكون خالق؟
إذن: لا يكفي أن نعبده، بل يجب أننفرده بالعبادة.
لذلك قال الله تعالى (وما خلقت الجن والإنسإلا ليعبدون).
فما هي العبادة؟
العبادة: هي كل ما يحبه الله تعالى الخالق الواحد من الأقوال أو الأفعال الظاهرة والباطنة، فمفهوم العبادة يشمل كل جوانب الحياة، وهي كل سلوك إيجابي يقصد به التقرب إلى الله تعالى. عملك الذي تكسب منه أموالاً ممكن أن يكون عبادة يحبها الله. إذا قصدت فيه التقرب إلى الله. بأن لاتغش ولاتخدع..
" وهل يحتاج الله لعبادتنا ؟
انظر إلى هذا المثال: لا توجد دولة إلا وتضع القانون الذي ينظم علاقة الناس بعضهم ببعض، وتقوم السلطة التنفيذية بحماية هذا القانون، وتصبح طاعة الدولة من الواجبات التي لا يسمح لأحد أن يفرّط فيها، فهل الدولة عندما تفعل ذلك هي ضعيفة أمام المواطنين أم أنها تنظم أمورهم من أجل مصالحهم؟ وهل هي بحاجة لطاعتهم لها؟ بالتأكيد لا. وشريعة الله تعالى لم تقتصر على تنظيم علاقة الناس بعضهم ببعض، بل تعدّت ذلك إلى تنظيم علاقة الإنسان بما حوله، ثم هي تعمل على تربية الإنسان والارتقاء به. ومن أجل تحقيق التفاعل والالتزام من قبل الناس، جعل الالتزام بهذه الشّريعة عبادة يثاب عليها المؤمن، وجعل المفرّط بها عاصياً مستحقاً للعقوبة.. وهذا يعني أنّ الله تعالى خلقنا لنعبده لأن في عبادتنا له تحقيق مصالحنا، فنحن الذين بحاجة إلى تنظيم ورعاية، وهداية، وتربية، وتنمية. وثقافة. وعلم. فكان من نعمة الله بالناس ورحمته، أن جعل تحقق مصالحهم عبادة .فنحن الذين بحاجة إلى عبادته، لأن عبادته هي التي تحقق مصالحنا، فمن الذي يستفيد عندما تشرّع الزكاة ؟ والصلاة فمردودها على الفرد والجماعة واضح وملموس، والله تعالى يقول:"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ". ومن الذي يتضرر إذا انتشرت الفحشاء والمنكر ؟ …بالتأكيد نحن .
إذن من مصلحتنا أن نتبع إرشادات خالقنا، فهي الطريق إلى سعادتنا .. في الدنيا وبعد الموت.
Hitskin.com
الأحد أغسطس 17, 2008 4:07 pm
:4793_011824671 
