وتقول أخرى إن الفرق بين المرأة المُسلمة المُتحجبة الطاهرة والمرأة المُتبرجة السافرة كالفرق بين الجوهرة المصونة وبين الوردة على قارعة الطريق .. فالمرأة المُتحجبة مصونة في حجابها ؛ محفوظة من أيدي العابثين وأعيُنهم ..
أما المرأة المُتبرجة السافرة فإنها كالوردة على قارعة الطريق ليس لها مَنْ يحفظها أو يصونها فسرعان ما تمتد إليها أيدي العابثين وأعينهم فيعبثون بها ويستمتعون بجمالها بلا ثمن، حتى إذا ما ذبلت وماتت ألقوها على الأرض ووطئها الناس بأقدامهم، فماذا تختارين أيتها المُسلمة أن تكوني جوهرة ثمينة مصونة أو وردة على قارعة الطرق ؟.
اعلمي يا ابنتي أن الخمار( النقاب) شعار التقوى والإسلام ، الخمار (النقاب) برهان الحياء والاحتشام ، الخمار( النقاب) أشرف إكليل لجمالك ، وأعظم دليل على أدبك وكمالك .. فليست الشريفة الطاهرة من لا تسمح لرجل أن يتمتع ببدنها وأن يلامسه ، بل الطاهرة حقاً هي التي لا تسمح لعين أن تقع على جسمها الطاهر فتدنسه ، والتي لا تطيق نظرة آثمة تنتهك طهارتها المقدسة ، فإن للعفاف والطهارة درجات ، كما أن للتهتك والعُهِرِ دركات ..
فهناك عاهرة يتمتع بها الرجل ببدنه ، وهناك أخرى يتمتع بها الرجل بعينه .. هناك نفسٌ عفيفة شريفة يصونها الحياء تتألم لنظرة جريئة ، فتختمر احتفاظاً لهيبتها ، وتحتشم وتستتر حرصاً على كرامتها ، وإشفاقاً من أن يكون جمالها مطمع الأنظار ومطرح أقذار الأفكار، وهناك نفس خبيثة غاوية ، مستهترة عابثة لاهية شرهة ، تنعم وتسعد بأن تعانقها وتداعب بدنها الأنظار، وتبتهج بأن تكون شهوة النفوس ومتعة الأبصار ..
وإذا سألتِ واحدةً مِمَن يرتدين الجينز والبنطلون وغيرها من الملابس التي تصف أجسادهن ، مصبوغات الوجوه والعيون ، واضعات ألواناً من أغطية الرأس الفاتنة ، لماذا تتزينين وتلبسين ما لا يليق بكِ أو يُناسبك كمُسلمة ؟ تُجيب : أنه الذي يُعرض ويُباع في محلات الأزياء ! أي مُسايَرةً للموضة وتقليد الآخرين ؛ وأقول أتسايرين وتقلِّدين الذين لا يَهمُّهمْ شرَفُكِ ولا عِرضكِ ولا سُمعتكِ فضلاً عن إيمانكِ ، وهؤلاء قد تدرّجوا معكِ فهذه الثياب تكشف مفاتن الصدر، وهذه تكشف مفاتن الساقين !
وشيئاً فشيئاً تتقلص الملابس بضعة سنتيمترات طولاً وعرضاً .. وأنتِ تنفذين دون أن تشعرين .. إلى أن صِرتِ كاسيةٌ بالثياب نعم .. لكنها ثيابٌ شفافةٌ أو رقيقةٌ أو ضيِّقة تُبدي مفاتِنَكِ وتُجسِّد عورتكِ .
إنهم يريدونكِ لشهواتهم ولإمتاع أبصارِهِم ، فتراهم يتعاملون مع شعركِ وجسدكِ وجفونك ِ ورموشكِ بالألوان والأصباغ وكأنكِ دُمية تتقاذفها الأيدي ثم يدفعونكِ لتعرضي جنونهم وهوسهم في الشوارع والطرقات وفي البارات والجامعات .
وإذا غضَ الصالحون أبصارَهُمْ عنكِ امتثالاً لأمر الله فما بقى إلا هؤلاء الدون ؛ وما أكثرهم في أيامنا ؛ الذين لا يتقون الله .. وأنت فى نظرهم واحدة تعرض ما لديها عليهم ليتفحصوه ! وما رأى شابٌ فتاةً مِمَن ترتدي هذه الملابس إلاَّ وجرَّدها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب، فهل يسُرُكِ هذا ؟.
وأسألكِ هل لكِ شخصية مُستقِلة ؟، وهل لكِ عقل وهوية ؟
إذا كانت الإجابة بنعم .. فلماذا هذا التقليد وضياع الشخصية وتعطيل العقل ؟ هل ذابت شخصيتُكِ وضاعتْ هويتُكِ لتخرُجين بهذا البنطال أو غيره من الثياب الضيقة التي لا تليق بالعفيفة من أمثالكِ وتفرِّطُين في الالتزامْ بهيئةِ الحجابِ الربانيّةِ الشّرعية ؟. والذي مِن شروطه أن يكون ساترأً لجميع البدن .. ثخيناً لا يشف .. فَضفاضًا واسعًا غير ضيق ( لا يُجسد ولا يُبرز شيئا من معالم الجسد ولا يحكي أي جزء من أجزائه) .
ولا يكون زينةً في نفسه ( إذ كيف يكون زينة وقد جُعِلَ لستر الزينة ) .. أو مُطَّيبًا ، ولا يُشبه ملابس الرجال أو ملابس الكافرات. يقول سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) ( وَدُّواْ لَو تكفُرُنَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُوَن سََوَاءَ ً) ( يَا أَيُهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَتَّخِذواْ الَهُودَ والنَّصَارَى أَولِِيَاءَ بَعضُهُم أَولِِيَاءُ بَعض ومَنْ يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإنَّه ُمِنهُم ) وهذا التحذير ـ بل التهديد ـ بأن من يتولهم فهو منهم ؛ يُبين المُفاصلة الكاملة بين المُسلِم وبين كل من ينهج غير منهج الله .. وعلى الرغم من كل هذه التوجيهات أبيْتي إلا أن تقلِّدين الكافرات في كثير من سُُلوكياتِهن.
وتُجيب أخرى مِمَن ترتدي هذه الملابس : أريد أن أكون جميلة !، جميلة لِمَنْ ؟ ومَنْ يا تُرى هذا الذي تريدين لفت أنظاره إلى جمالكِ ؟ هل هو كل شخص في المجتمع تريدين أن يلتفت إليكِ وينهل من أجزاء جسدكِ بنظراته كما هو خُلُق البغي ؟! إذاً فكيف يرضى لكِ حياؤكِ أن تكون مبعث إثارة شهوة في نفس رجل يراكِ ؟
بل وكيف تطيقين الشعور بأن يصبو إليكِ ويتمناكِ فاجر داعر فاسق ؟ إنكِ لو فكرتِ في ذلك برهة لاحمررت خجلاً .. ولسترتِ زينتكِ عن الأعين الشرهة الوقحة . فكِّري في العواقب ، فإنّ التفكيرَ في العواقب دأَب العُقلاء .
إن المؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مَخْبَرِها .. يجب أن يسطع الإيمان في كل تصرفاتها وأحوالها .. فتعرف أنها من أهل القرآن بتنفيذها أوامر القرآن فيحترمها المؤمنون ولا يُؤذيها الفاسقون . فحقيقة إيمانكِ بالله وصِدق انتماؤك لدينه ترجمته إنما تكون من خلال تعاملك مع نصوصِ القرآن أمراً ونهياً.( يَا أَيُهَا النَّبِيُّ قُلْ لِلأَزوَاجِكَ وبَنَتِكَ ونِسَاءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِنْ جَلابيبهِنَّ ذلك أدنَى أن يُعْرَفْنّ فلا يُؤذين ) . فأين التطبيق ؟.
إنّ الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف ، لا تُهاج فيه الشهوات في كل لحظة ولا تستثار، فمعلوم أنّ النظرة تثير، والحركة تثير، والضحكة تثير، والدعابة تثير، والزينة تثير، والجسم العاري ُيثير، كل هذه تثير الشهوات الكامنة، وتنتهي إلى سُعار شهواني لا ينطفئ ولا يرتوي ، فإما الإفضاء الفوضوي الذي لا يتقيد بقيد ، وإما الأمراض العصبية والعقد النفسية الناشئة عن الكبح بعد الإثارة ..
وهذا الدين لا يريد أن يُعرِّض الناس للفتنة ثم يُكلِّف أعصابهم عنتاً في المقاومة ! فهو دين وقاية قبل أن يُقيم الحدود ويُوقع العقوبات . وهو دين حماية للضمائر والمشاعر والحواس والجوارح . وهل هناك أحدٌ أعلمُ بالصنعةِ أكثر مِن صانِعها ؟! ألا يعلم مَن خلق وهو اللطيف الخبير.
جُمع المقال من مصادر مُتعددة) بتصرف)