اكمل الناس لذة:
لذة كل احد على حسب قدره وهمته وشرف نفسه فاشرف الناس نفسا واعلاهم همة وارفعهم قدرا من لذته في معرفة الله ومحبته والشوق اليه والتودد اليه بما يحبه فلذته في اقباله عليه وعكوف همته اليه ودون ذلك مراتب لايحصيها الاالله حتى تنتهي الى من لذته في اخس الاشياء من القاذورات والفواحش في كل شي من الكلام والفعال والاشغال فلو عرض عليه مايتلذذ به الا ول لم تسمح نفسه بقبوله ولا التفتت اليه وربما تاملت من ذلك كما ان الاول اذ اعرض عليه مايتلذذ به هذا لم تسمح نفسه به ولم تلتفت اليه ونفرت نفسه منه
واكمل الناس لذة من جمع بين لذة القلب والروح ولذة البدن فهو يتناول لذته المباحه على وجه لاينقص حظه من الدار الاخره ولا يقطع عليه لذة المعرفه والانس بربه. وابخسهم حظا من اللذة من تناولها على وجه يحول بينه وبين الذاتالاخره فيكون ممن يقال لهم يوم الاستيفاء اللذات((اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها))