[right][color=red]تفسير سورة المنافقين
الحمد للهنستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد
فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكا محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وموعدنا الليلة مع تفسير سورة المنافقون وهي سورة مدنية تتحدث عن المنافقين وتصفهم لتكشف اسرارهم حتى يقهرهم عباد الله المؤمنون وهذا هو موضوع السورة الكريمة ثم بعد ان كشفت اسرار النافقين وهتكت استارهم و حذرت منهم ختمت بنهي المؤمنين عن الانشغال عن ذكر الله باموالهم واولادهم وبينت ان اهل الغفلة هم الخاسرون وحذرت المؤمنين من البخل والتقصير في الصدقة قبل خروج الايام وانقضاء الزمان ومجيئ الموت بسكراته وهنالك تنكشف الحقائق ويعلم الانسان انه ليس له من ماله الا ما تصدق فابقى ويسال الله الرجعة الى الدنيا ليتصدق ولكن هيهات هيهات قد كان ما كان وفات ما فات وهذا بايجاز عرض سريع لاهم ما تضمنته السورة الكريمة سورة المنافقون من المعاني فلنستمع اليها اولا قبل الخوض في تفاصيلها سائلين الله عز وجل ان ينجز لنا ما وعدنا حيث قال { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون } [الأعراف/204]
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون [1] اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون [2] ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون [3] وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون [4] وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون[5] سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين [6] هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون[7] يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون [8] يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون [9] وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين [10] ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون [11] ) سورة المنافقون
(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) [ص/29] { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون } [الحشر21] { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد } [الزمر23]
اخوة الاسلام السورة هي سورة المنافقون والنفاق معناه اظهار خلاف ما يبطن وهو قسمان نفاق اعتقادي ونفاق عملي اما النفاق الاعتقادي فالمراد به ان يظهر الانسان الايمان ويبطن الكفر كما قال تعالى { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } [البقرة/8] { يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون } [البقرة/9] { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } [البقرة10] اذ قالوا آمنا بالله وباليوم الاخر وماهم بمؤمنين فكذبوا في قولهم بالله وباليوم الاخر
واما نفاق العمل فهو ان يعمل المؤمن الصادق الذي توافق سريرته علانيته ويوافق لفظه فعله في انه مؤمن بالله واليوم الاخر ولكن يعمل عملا من اعمال المنافقين فهو مؤمن صادق الايمان ولكن يعمل عملا من اعمال المنافقين فيكون هذا العمل به نفاق عمليا كما في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال (اربع من هن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر)
ونفاق العمل لا يكفر به المؤمن بل يكون به خصلة من النفاق ولكن لا يخرج بذلك من دائرة الاسلام اما نفاق الاعتقاد فهو شر من الكفر الصريح الذي يظهر الاسلام ويبطن الكفر شر عند الله من الذي يصرح بكفره ولذلك قال الله تعالى { إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا } [النساء/140]ثم يبن ان منزلة المنافقين اسفل من منزلة الكافرين والنار دركات بعضها فوق بعض كلما علت خفت وكلما نزلت اشتدت فقال الله تعالى { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا } [النساء145]
(إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون
والله تبارك وتعالى استفتح السورة بقوله( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله)(1)يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم
(والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)والله يشهد بانهم كاذبون في قولهم نشهد انك لرسول الله لانهم قالوها بالسنتهم ولم تؤمن بها قلوبهم وحتى لا يتوهم متوهم او يظن ظآن ان الله كذبهم في نسبة الرسالة الى رسوله فيظن ان محمد ليس برسول الله قال الله تعالى (والله يعلم إنك لرسوله)فجاءت هذه الجملة المعترضة تثبت الرسالة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكن المنافقون كاذبون في قولهم نعلم او نشهد انك لرسول الله
(اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون (2)
(اتخذوا أيمانهم جنة)اي وقاية لا والله لم يحصل والله ما اردنا والله ما عملنا والله ما قصدنا والمؤمن غرٌّ كريم والكافر فاجر لئيم فالمؤمن غر كريم واي احد يحلف له يصدقه ومن شابه اباه فما ظلم ابونا آدم عليه السلام لما ابليس حلف له بالله انه اليه ناصح وانه صادق في هذه النصيحة صدقه لانه ظن ان لا احدا يحلف بالله كاذبا { وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين } (الأعراف/21)
واحد يحلف بالله انه ينصح لك فالمؤمن غر كريم يصدق فالمنافقون اتخذوا ايمانهم جنة اي وقاية يقولون الكلمة ويقولون والله لم نقل (فصدوا عن سبيل الله) يعملون العمل السئ ويفعلون الفعل القبيح ثم يحلفون بالله فيغتر بهم المؤمن الكريم فيصدقهم او ربما فعل افعالهم لظنه انهم مؤمنون وما يفعلونه من الايمان (فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون)
(ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون(3)
(ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)الطبع على القلب والختم عليه تستطيع ان تصوره بالشمع الاحمر لما بشمعوا شيئا بالشمع الاحمر معناه لا يخرج خارجا ولا يدخل داخلا فالله تبارك وتعالى طبع على قلوب المنافقين وختم عليهم فلا يخرج منها شر ولا يدخلها خير لا يخرج منها منكر ولا يدخلها معروف والسبب( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا)كما قال الله تعالى { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين } (الصف/5)
قال العلماء ضرب الله تبارك وتعالى للمنافقين في سورة البقرة مثلين مثلا ناريا ومثلا مائيا قال الله تبارك وتعالى { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون [17] صم بكم عمي فهم لا يرجعون } [البقرة/18]هذا المثل الناري ثم ذكر تعالى المثل المائي فقال تعالى { أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }(البقرة20)
قال العلماء المثل الناري ضربه الله تبارك وتعالى للذين دخلوا في الايمان ثم ارتدوا عنه فقال مثلهم كمثل الذي استوقد نارا اي طلب نار من غيره ليستضئ به فلما اضاءت ما حوله وانكشف الطريق ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون فالذين آمنوا خرجوا من ظلمات الكفر الى نور الايمان فلما كفروا مرة ثانية خرجوا من نور الايمان الى ظلمات الكفر فهذا مثلهم
اما المنافقين المذبذبين كما قال تعالى { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا [142]مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } [النساء/143] مذبذبين الذين هم لم يدخل الايمان في قلوبهم قليلا يجربون من الاسلام وقليلا يجربون من الكفر هذا مثلهم المثل المائي { أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير } [البقرة20] فهم لما يجربوا من الاسلام يمشوا في النور ولما يرجعوا للكفر يرتدوا مرة اخرى في الظلمة فالمنافقون الذين معنا ذلك بانهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ختم الله على قلوبهم فلا يخرج منها شر ولا يدخل اليها خير ولا يخرج منها منكر ولا يدخلها معروف ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)
(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون(4)
ثم بين الله تعالى جمال صورتهم وحسن كلامهم وفساد قلوبهم الرجل طويل عريض تراه تعجبك صورته ويكلمك يعجبك كلامه لكن قلبه خالي وروحه ميتة (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم)اما قلوبهم فهي هواء وارواحهم ميتة في ابدانهم فهو صورة بلا حقيقة (كأنهم خشب مسندة )خشبة مسنودة على الحائط لا قيمة لها ولا حياة فيها لان الخشب لا يستند على الحائط الا بعد ان يموت لما تكون الشجرة خضراء قائمة على الارض فيها حياة ولما تقطع وتسند على الحائط لكي تنشف ليس فيها حياة فهذه حقيقة القوم الصورة حلوة الكلام معسول والقلوب ميتة لا روح فيها
ثم وصفهم الله تعالى تبارك بالجبن الخالع فقال (يحسبون كل صيحة عليهم)لانهم مندسين في المؤمنين وليسوا منهم فكلما يحصل شئ يخافوا { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤوا إن الله مخرج ما تحذرون } [التوبة64]{ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم } [محمد29]بلى سيخرجها الله تبارك وتعالى
(هم العدو فاحذرهم)فاحذرهم يا نبينا العدو الحقيقي شديد الخطر عظيم الضرر هم الذين يسمونهم المنافقون من بني جلدتنا يتكلمون بالسنتنا فهم في الظاهر محسبون علينا ومحسبون منا وهم في الباطن علينا{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون } [البقرة/14] عندما( قالوا آمنا) ليس هناك تاكيد وعندما قالوا (انا معكم انما نحن مستهزؤون) هناك تاكيد بالاستهزاء على المسلمين عندما قالوا آمنوا ولكن الله تعالى يقول { الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون }(البقرة15)
(هم العدو فاحذرهم)لان الكافر حين يصرح بكفره فهو قد صرح بعداوته فانت تحذره لانك تعرف انه عدوك يحاربك فتحاربه لكن المشكلة فالذي يدخل فيك ويزعم انه فيك ومعك وهو عليك هذا هو العو الحقيقي فاحذرهم
(قاتلهم الله أنى يؤفكون)وانى يصرفون عن الحقيقة انى يصرفون عن الهدى الى الضلال وعن الحق الى الباطل وعن الايمان الى الكفر والنفاق
و(إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون(5)
اذا قيل لاحدهم تعالى الى رسول الله يستغفر لك انت اذنبت فالله تعالى قال { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [النساء/64] اذا قيل للمنافقين ظلمتم انفسكم واخطاتم عصيتم اذنبتم تعالوا الى رسول الله يستغفر لكم لووا رؤوسهم ورايتهم يصدون عنك وهم مستكبرين عن المجيئ اليك لتستغفر الله لهم
قال الله تعالى ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ) [6]
(هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون[7]
(يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون [8]
هذه الايات الثلاثة نزلت في زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وكان عبد الله بن ابي قبل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام يتطلع الى ان يملك قومه فيسودهم وكانوا يرصعون له تاج الملك يعني كان باقي القليل ليبايعوه ملكا عليهم في يثرب قبل الهجرة فلما هاجر اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرح الله صدورهم لاتباعه الايمان به وتصديقه انصرفوا عن عبد الله بن أبي فاسرها ابن ابي في نفسه وغضب ان محمد صرف عنه الملك فلما كانت غزوة بدر ونصر الله المؤمنين على قلتهم قال عبد الله بن أبي هذا امر قد توجه يجب ان نحمي انفسنا باظهار الاسلام فاعلن اسلامه وتابعه على ذلك نفر من المشركين ومن اليهود دخلوا في الاسلام نفاقا
سبب نزول هذه الايات كما جاء في كتب السيرة ان النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة بدر مستلق نزل على مياههم فسبق اجير لعمر بن الخطاب ويسمى جهجاه الى الماء فسابقه رجل يسمى سنان الجهني كان حليفا لعمر بن عوف الخزرجي فأجير عمر يريد ان يرد الماء وسنان حليف الخزرج يريد ان يرد الماء فاختلفوا مع بعض فنادى أجير عمر يا للمهاجرين ونادى حليف الخزرج يا للانصار فسمع ذلك ابن أبي فسال فاجابوه فقال في ما معنى كلامه أنتم السبب والله ما أرى لنا ولهذه الاحابيش الا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك فانتم الذين فتحتوا لهم أبوابكم وقاسمتموهم أموالكم فتحملوا ماذا يصير لكم فلو سمعتم كلامي تمنعون عنهم اموالكم ونفقاتكم فلما يجوعوا سيتركون بلادكم ويبحثون عن بلاد اخرى (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا)هذه السياسة المعروفة بها في هذا الزمان المتاخر بسياسة التجويع والحصار الاقتصادي سياسة ليست جديدة فهي قديمة تلبس ثوبا جديدا هذ الحصار الاقتصادي فعلته قريش مع الرسول عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه في مكة وهاهو ابن أبي يدعوا مرة ثانية الى تجويع المؤمنين في المدينة ومحاصرتهم محاصرة اقتصادية ومازال الى اليوم المشركون والكافرون يستعملون هذه السياسة عقوبات اقتصادية ومساكين هؤلاء الناس حين يظنون انهم بهذه العقوبات الاقتصادية يردون الناس عن دينهم ان الله سبحانه وتعالى انعم على الناس بنعم كثيرة من اعظمها انه جعل الرزق والاجل بيده سبحانه فلا يوجد احد يستطيع ان يقطع رزق احد ولا يقطع اجل احد ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (ان روح القدس نفث في روحي انه لن تموت نفس حتى تستوعب رزقها وتستوفي اجلها ) { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } [هود/6] فمسكين هذا الانسان الذي يريد ان يجوع الناس ليصدهم عن دينهم لا يعلم كما قال الله تعالى (ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون)