ثم ضرب الله تعالى المثل باليهود في حملهم التوراه و عدم انتفاعهم بها فقال الله تعالى " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً"
اي حفظوها و تعلموها و درسوها قرؤوها ثم لم يعملوا بها و من اهم ما فيها البشارة بالنبي محمد عليه الصلاة و السلام و أمته و الدعوة الى الايمان به عليه الصلاة و السلام فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين فكانوا بعدم انتفاعهم بما حملوا من التوراه كالحمار يحمل حملاً من الكتاب حيث شخص ينقل كتبه الكثيرة على حمار و للحمار خرجين مليئين بالكتب القيمة المفيدة و الحمار لا يدري ما على ظهره و لا يعرف ما فيها "بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " انهم كذبوا بايات الله فكانوا ظالمين فالله تعالى يقول "{ فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون } [الأعراف/37]و في سورة الصف "{ ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام " "بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواِ بآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " الجمعة . فالمكذب بايات الله ظالم و الله لا يهدي الظالمين وان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب و لقد كانوا مع ذلك اي اليهود كانوا مع ذلك يزعمون انهم شعب الله المختار و انهم ابناء الله و احباؤه و انهم اكرم على الله تعالى من سائر الشعوب و عامة الخلق فأمر الله رسوله عليه الصلاة و السلام ان يدعو اليهود الى المباهلة " قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " تسمى هذه الاية باية المباهله حيث دعا الله سبحانه و تعالى فيها نبيه الكريم ان يدعو اليهود الى المباهلة و قد امره ان يدعو النصارى الى المباهلة ايضا فقد قال تعالى " { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين } [آل عمران/61] كذلك امر الله تعالى رسوله الكريم ان يدعو المشركين الى المباهلة قال تعالى { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا } [البقرة/97] و المراد بالمباهلة أن يدعو الفريقان المختصمان في الله عز و جل اللذان يزعم كل منهما انه على حق و أن صاحبه على الباطل وأمر الله تعالى رسوله الكريم
ان يدعو من كفربه و كذب الى المباهله حيث قال "تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم " ان نخرج من البلد كلنا كل الاطراف من الفريقين في الخلاء و ندعو الله اللهم أهلك الظالمين من الفريقين اللهم العن الكافرين من الفريقين اللهم اهلك اهل الباطل من الفريقين امر الله رسوله ان يدعو كل من اليهود و النصارى و المشركين و كل من خالفه الى المباهله فلم يجرؤوا على أن يجيبوه و قد قال لو خرجت اليهود الى المباهلة لرجعوا فما وجدوا منهم احدا او لم يرجع منهم احدا او كما قال عليه الصلاة و السلام
انتم لماذا تعاندون انا ادعوكم للاسلام و انتم معرضون و مدذبون و تزعمون انكم شعب الله المختار و ابناؤه و احباؤه اذاً تعالوا الستم تتهمونني بالظلم و الكذب و الضلال تعالوا نقول يا رب اهلك الضال الظالم المكذب و اذا كنت انا سيهلكني الله و اذا كنتم انتم فسيهلككم الله لكنهم يعلمون انهم الضالون و انهم هم الكافرون و انهم هم الظالمون فلذلك لم يجرؤوا ابداً أن يجيبوا الدعوة كيف يجرؤون على أن يهلكوا انفسهم و لذلك قال الله تعالى "ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين "من الظالم الله اعلم به و مَن المفسد و مَن المصلح الله اعلم به "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ" أنا أدعوكم الى المباهله اذا لم تجيبوا فهو بسبب الخوف من الموت لان المباهله معناها ان يموت الكافر الضال الظالم فهم لم يرضوا ان يجيبوا للدعوة مخافة الموت فقال " { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم " اين المفر و الإله الطالب و الاشرر المغلوب و ليس الغالب
ستهرب من الموت و تذهب الى اين؟ قال تعالى " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " النساء 78 و الموت مصيبة ما ذُكرت في سعة الا ضيقتها و ما ذكرت في ضيق الا وسعته
تذكر الموت و انت في حالة ضيق تجدها قد اتسعت فتقول اخرها الموت فلنصبر و لنحتسب فتجد نفسك تذكر الموت في الضيق يتسع و تذكر الموت في السعة تضيق لانك اذا كنت تملك الدنيا و تذكر الموت ستجد الدنيا و لا شئ لذلك الموت مصيبة ما ذُكرت في سعة الا ضيقتها و ما ذكرت في ضيق الا وسعته و لقد وصى النبي عليه الصلاة و السلام من الاكثار من ذكر الموت فقال عليه الصلاة و السلام " ( أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت " و عد النبي عليه الصلاة و السلام الإكثار من ذكر الموت و حسن الاستعداد له عنوان العقل فسُئل النبي صلى الله عليه و سلم " اي المؤمنين افضل قال احسنهم خُلُقاً فقيل اي المؤمنين اكيس اي اعقل فقال اكثرهم للموت ذكرا و احسنهم لما بعده استعدادا أولئك الاكياس" فالكيس العاقل الفطن الذي يكثر ذكر الموت و يحسن الاستعداد لما بعده و ليس المراد باننا نجلس و نتفكر باننا سنموت و نترك الاموال و الاولاد و الاوطان و نجلس نبكي لا المقصود من ذكر الموت هو ماذا عملت لما بعد ه فيحملك ذكر الموت على تعجيل التوبه و الاجتهاد في الطاعة و القناعة انت ستموت اليوم او غدا فعليك ان تعمل اي شئ ينفعك بادر و اغتنم الفرص فقال عليه الصلاة و السلام "
« اغتنم خمسا قبل خمس:شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك " اذاً ما دمت ايقنت انك ميت هيا قم و اعمل اي شئ قبل ان يأتيك الموت و عجل بالتوبة اذا كان هناك ذنب الفته و مصر عليه فأقلع عنه الان قبل ان يأتيك الموت فقال تعالى " { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما } [النساء/17] { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما } [النساء/17 فذكر الموت يجعلك تتعجل بالتوبة و تجتهد بالطاعة و ترضى باليسير من الرزق و لقد كان السلف الصلح رضوان الله عليهم يكثرون من ذكر الموت و حُكي عن يزيد الرقاشي رحمه الله انه كان يخلو بنفسه و يقول ويحك يا يزيد مَن ذا يصلي عنك بعد الموت و من ذا يصوم عنك بعد الموت من ذا يرضي عنك ربك بعد الموت ثم يقول أيها الناس مَن كان الموت طالبه و القبر بيته و التراب فراشه و الدود أنيسه و هو مع ذلك ينتظر الفزع الاكبر كيف يكون حاله ثم يبكي حتى يسقط مغشياً عليه " و كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يجمع القراء و العلماء و الفقهاء كل ليله فيتذاكرون الموت فيبكون كأن بين أيديهم جنازة { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } [الجمعة) ثم ماذا بعد الموت و لو انا اذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي و لكنا اذا متنا بعثنا و نسال بعده عن كل شئ لذلك بعد الموت البعث و بعد البعث هناك حساب و جنة او نار كما قال تعالى " { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون } [السجدة/11] (ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } [الجمعة/8 ) { ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر } [القيامة/13] { يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء ) ال عمران 30 ){ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } [الجاثية/29] { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } [الكهف/49] فاذا ايقنت بذلك يا عبد الله فاعد للسؤال جوابا و من ايقن انه الى الله راجع و بين يديه واقف فليعد للسؤال جوابا { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون }الحجر ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } الجمعة 8 { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } [الأعراف/6] { فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين } [الأعراف/7] و لذلك قال لقمان لابنه و هو يعظه
" { يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير } [لقمان/16] و قال تعالى { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين [الأنبياء/47] فيا عباد الله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } [الحشر/18] { ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون } [الحشر/19]
{ لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون } [الحشر/20] جعلنا الله واياكم و سائر المسلمين من الفائزين بالجنة
-ثم يقول تعالى في فضل صلاة الجمعة " { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } [الجمعة/9] كان النداء للجمعة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم و عهد ابو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و صدر خلافة عثمان بن عفان هو النداء الذي بين يدي الخطيب كان النبي اذا زالت الشمس و اجتمع الناس و صعد المنبر فأذن بلال فكان هذا هو النداء المقصود في الاية وفي خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه لما اتسعت المدينة و ابتعد العمران عن المسجد و صار الناس يتأخرون عن صلاة الجمعة رأى عثمان ان يتخذ شيئا قبل صلاة الجمعة لينبههم بقرب دخول الوقت فنظر في السنة في الآذان انه يؤذن للفجر قبل دخول وقته و ينادي المنادي في النداء الاول " الصلاة خير من النوم " فقاس عثمان رضي الله عنه الجمعة على الفجر فبعث مؤذناً يؤذن على الزوراء و هي اعلى بناء في السوق فندما يسمع الناس النداء فيتوقفون عن البيع و الشراء و يذهبون و يتوضؤن و يذهبون للصلاة في اول الوقت اما الان اكثر الناس يؤذنون آذانين ولا فرق بينهما سوى دقيقتين او ثلاثة على قدر ركعتين يصليهما الناس قبل الصلاة الجمعة على انهما سنة قبليه و ما هي بسنه السنة هي ان يبكر في المجئ ثم يصلي ركعتي تحية المسجد ثم ان شاء ان يجلس و يذكر الله و ان شاء ان يصلي ما شاء الله له ان يصلي حتى يخرج الامام و يصعد المنبر فلم يكن هناك سنة على زمن النبي صلى الله عليه و سلم الاذانين الان ليسا من سنة النبي صلى الله عليه و سلم و لا سنة عثمان رضي الله عنه لان سنة النبي أذان واحد بعد صعوج الخطيب الى المنبر و سنة عثمان أذانين الاول قبل دخول الوقت ب نصف ساعة او اكثر و لان لكثرة المنبهات و الساعات الموجودة لا يحتاج الناس الى اذان عثمان بل عليهم الرجوع الى اذان النبي عليه الصلاة و السلام هذا الاذان الذي قال الله تعالى عنه " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع " فاذا نودي للصلاة حرم البيع و الشراء و كل عقد يتم بعد الصلاة باطل و البيع فاسد لاننا نهينا عنه حتى و لو كنت توزن على الميزان فاتركه و اسرع الى الصلاة { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض } [الجمعة/10] اذا يوم الجمعة العطلة فيه ليست واجبة و لا تعطيل الحياة و البيع و الشراء بل بع و اشتري كما تحب لغاية قبل الجمعة و بعد الجمعة اذهب للسوق و كان النبي صلى الله عليه و سلم يحث على صلاة الجمعة ببيان فضلها فكان يقول " الصلوات الخمس و الجمعة الى الجمعة و رمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر " و بين عليه الصلاة و السلام ان يوم الجمعة افضل الايام و سيد الايام و انه عيدنا الاسبوعي و انه افضل عند الله تعالى من عيد الفطر و الاضحى و من اداب يوم الجمعة
1. الاغتسال
2. التطيب
3. لبس احسن الثياب
4. الاستياك
5. التبكير في الذهاب للصلاة
6. قراءة سورة الكهف
7. الاكثار من الصلاة على الرسول عليه الصلاة و السلام
و كان النبي يبين ان الذي ياتي بعد خروج الخطيب الى المنبر فلا ثواب له فينبغي ممن تعود التاخير ان يعجل و يبكر و يالف التبكير للصلاة و كان النبي عليه الصلاة و السلام يحذر من تركها فيقول " لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين" و قال عليه الصلاة و السلام " من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه " و قال عليه الصلاة و السلام " لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار " فيجب علينا ان نحافظ عل صلاة الجمعة كما امر الله و رسوله و علينا اتبكير في الذهاب الى المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من راح في الساعة الأولى فكأنما قَرَّبَ بدنة ـ بدنة يعني : جمل ـ ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قَرَّبَ بقرة , ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قَرَّبَ كبشاً , ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قَرَّبَ دجاجة , ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قَرَّبَ بيضة ثم تطوى الصحف ) { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } [الجمعة/10] و اذكر الله فلا يلهينك السوق عن ذكر الله فذكر الله في السوق له فضل عظيم فمن دخل السوق و قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شئ قدير كتب الله له الف الف حسنة و حط عنه الف الف سيئة و رفعه الف الف درجة و بنى له بيتاً في الجنه " اذاً اذكر الله عز و جل ذكراً كثيراً في السوق
ثم حكت الايات واقعة وقعت من اصحاب النبي عليه الصلاة و السلام و هو انهم كانوا في يوم الجمعةفي المسجد و النبي قائم يخطب اذ سمعوا صوت عير قادمة من الشام
قافلة تجارية و الناس تركوا المسجد و ذهبوا للتجارة { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين } [الجمعة/11 كان بعض السلف اذا فرغ من الجمعة يقول" اللهم اني اجبت دعوتك و اديت فريضتك و انتشرت كما امرتني فارزقني من فضلك و انت خير الرازقين "
و الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على سيدنا محمد و على آله و صحبه اجمعين